حكايه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اختلال ميزان الاولويات

اذهب الى الأسفل

اختلال ميزان الاولويات Empty اختلال ميزان الاولويات

مُساهمة من طرف فراشه الاسلام الجمعة ديسمبر 07, 2007 7:15 am

إختلال ميزان الأولويات في الأمة
من نظر إلى حياتا في جوانبها المختلفة - مادية كانت أو معنوية، فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو غيرها - وجد ميزان الأولويات فيها مختلا كل الاختلال .
نجد في كل أقطارنا العربية والإسلامية مفارقات عجيبة:
ما يتعلق بالفن والترفيه مُقدَّم أبدًا على ما يتعلق بالعلم والتعليم.
وفي الأنشطة الشبابية : نجد الاهتمام برياضة الأبدان مُقدَّمًا على الاهتمام برياضة العقول،
وكأن معنى رعاية الشباب : رعاية الجانب الجسماني فيهم لا غير، فهل الإنسان بجسمه أو بعقله ونفسه؟
كنا نحفظ قديمًا من قصيدة أبى الفتح البستي الشهيرة:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته
أتطلب الربح مما فيه خسران؟
أقبل على النفس، واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس - لا بالجسم – إنسان!
وقبله حفظنا عن زهير بن أبي سلمة في معلقته:
لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم!
ولكننا نرى اليوم: أن الإنسان بلحمه وعضلاته قبل كل شيء.
وفي الصيف الماضي (سنة 1993 ) لم يكن لمصر كلها حديث، إلا عن اللاعب الذي (يُعرَض للبيع، وارتفع سعره في سوق المساومة بين الأندية حتى بلغ نحو ثلاثة أرباع المليون من الجنيهات!
وليتهم اهتموا بكل أنوع الرياضة، وخصوصًا التي ينتفع بها جماهير الناس في حياتهم اليومية،
إنما اهتموا برياضة المنافسات، وبخاصة كرة القدم ، التي يلعب فيها عدة أفراد، وسائر الناس متفرجون!!
إن نجوم المجتمع، وألمع الأسماء فيه، ليسوا هم العلماء ولا الأدباء، ولا أهل الفكر أو الدعوة ، بل هم الذين يسمونهم ( الفنانين والفنانات ) ولاعبو الكرة ، وأمثالهم .
الصحف والمجلات، والتليفزيونات والإذاعات، لا حديث لها إلا عن هؤلاء وأعمالهم وبطولاتهم و مغامراتهم وأخبارهم مهما تكن تافهة، أما غيرهم فهم في ظل الظل، بل في أودية الصمت والنسيان.
يموت الفنان، فترجّ الأرض لموته، وتمتلئ أنهار الصحف بالحديث عنه.
ويموت العالم أو الأديب أو الأستاذ الكبير ، فلا يكاد يحس به أحد!
وفي الجانب المالي : ُترصد المبالغ الهائلة ، والأموال الطائلة للرياضة والفن ورعاية الإعلام وحماية أمن الحاكم، الذي يسمونه زورًا .. أمن الدولة .. ولا يستطيع أحد أن يعارض أو يحاسب: لِمَ هذا كله؟
في حين تشكو الجوانب التعليمية والصحية والدينية والخدمات الأساسية، من التقتير عليها، وادعاء العجز والتقشف إذا طلبت بعض ما تريد لتطوير نفسها، ومواكبة عصرها، فالأمر كما قيل : تقتير هنا، وإسراف هناك ! على نحو ما قاله ابن المقفع قديم ًا: ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع!
ان أمتنا فى حاجه إلى فقه الأولويات .

من كتاب فقه الاولويات
فراشه الاسلام
فراشه الاسلام
عضو ذهبي
عضو ذهبي

انثى
عدد الرسائل : 1038
العمر : 35
الموقع : hkayaheg.ahlamontada.com
الهوايات : قرائه القصص والكمبيوتر
تاريخ التسجيل : 29/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى