حكايه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

150 مليون دولار فلوس الإعلانات في مصر.. معظمها على

اذهب الى الأسفل

150 مليون دولار فلوس الإعلانات في مصر.. معظمها على Empty 150 مليون دولار فلوس الإعلانات في مصر.. معظمها على

مُساهمة من طرف areeg الجمعة يوليو 11, 2008 1:37 pm

150 مليون دولار فلوس الإعلانات في مصر.. معظمها على "الفشخرة"!

في مصر لم يعد الإعلان مجرد وسيلة للترويج وجذب الانتباه لمنتج بعينه بل تعدى ذلك بكثير في ظل غياب الضوابط الحاكمة وأصبح الإعلان وسيلة من وسائل الخداع المشروع، طالما استطاع المعلن عمل غسيل مخ للمشاهد بالشكل المرغوب. كما أسهمت تلك الإعلانات بشكل كبير في زيادة مساحة الحقد الطبقي بين المواطنين بعد الإفراط الواضح في نوعية الإعلانات التي تخدم حياة الرفاهية وتلبي متطلبات الصفوة والأغنياء كعرض نماذج لشاليهات ومنتجعات سياحية على شواطئ شارم ومارينا والخوض في تفاصيل في قمة الترف والثراء مما يعد استفزازا واضحا لمشاعر البسطاء الذين يمثلون القاعدة العريضة للمجتمع الأمر الذي ينعكس بالطبيعة على نظرتهم تجاه هؤلاء الأغنياء القلة وخلق صورة ذهنية سيئة تجاه جميع الأغنياء والنظر إليهم باعتبارهم قلة مسيطرة ناهبة لخير هذا الشعب وثرواته.



هذا ما يذهب إليه دكتور "جودة عبد الخالق" أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة حينما يكشف لـ"بص وطل" أن نحو 150 مليون دولار تم إنفاقها في مصر العام الماضي "2007" فقط -محتلة بذلك المرتبة الرابعة في الإنفاق- على الإعلانات في منطقة الشرق الأوسط، وذهبت النسبة الأكبر من هذه الأموال للترويج لسلع غير أساسية "تكميلية" فكانت أكثر الشركات إنفاقاً على الإعلانات هي فودافون وموبينيل وبيبسي وكوكا كولا وجنرال موتورز. كما تنوعت هذه الإنفاقات على مختلف وسائل الإعلانات حيث استحوذ التليفزيون على مبلغ 22 مليون دولار أما الصحف فاستحوذت على النصيب الأكبر بنحو 96 مليون دولار في حين حصلت المجلات على مبلغ 9 مليون دولار، وحصلت وسائل أخرى كالإنترنت على النسبة المتبقية.



وأضاف "جودة" أن هذه الزيادة في الإنفاق على الإعلانات نتيجة لزيادة نسبة التطلعات الاستهلاكية مقارنة بالقدرة الإنتاجية فالمجتمع يستهلك أكثر مما ينتج بنسبة 15% وهي نسبة العجز في الميزان التجاري وهذه مسألة خطيرة؛ لأنه لم يعد يوجد شيء محفز للإنتاج في ظل قيام تلك الإعلانات بعمليات غسيل مخ للمواطن ومن المتوقع -بحسب "عبد الخالق"- أن تزيد نسبة الإنفاق على الإعلانات في عام 2010 بنسبة 75%.

الدكتور "أحمد شوقي" أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر يتناول الموضوع من زاوية أخرى، ويرى أن فن الإعلان في منتصف الستنيات كان يمتاز بالسذاجة فكان المعلن يعلن فقط عن السلع التي يحتاجها الناس ويضخم في مزاياها، ولكن عندما تدخل علم النفس في فنيات الإعلان تغيرت أنماط الإعلان وأشكاله وتحوّل الإعلان إلى إعلان قائم على خلق "احتياج غير أساسي لدى الناس" أما في الثمانيينات عندما ساد العالم موجة المجتمع الاستهلاكي فتحول الإعلان إلى آداة لخلق الرغبة لدى المجتمع للتكالب والتدافع على سلع بعينها. وهذا النمط انتقل لمصر مع دخول عصر العولمة، فأصبح المجتمع استهلاكيا بالدرجة الأولى ويقلل من إنفاقه على الدواء في حين يوجهه للكماليات وغيرها من أدوات "الفشخرة".. والسبب في هذا النمو الإعلاني هو تضافر عاملين: الأول هو النمو الواضح في عصر الفضائيات الإلكترونية التي تستغل صورة طفل أو سيدة جميلة لعرض منتجاتها، العامل الثاني: هو اتباع سياسة الإلحاح وعرض المنتج بشكل متكرر مما يتسلل لوجدان المشاهد ويخلق احتياجا شديدا لديه تجاه هذا المنتج.



وعن زيادة مساحة إعلانات الترف والثراء يرى "شوقي" أن هذا النوع من الإعلانات أسهم بشكل كبير في زيادة حالة الإحباط لدى الشباب نتيجة رغبتهم الشديدة فيما هو معروض مع عدم قدرتهم المادية عن تلبية ولو جزء بسيط منه. وهذه الزيادة في الإحباط مع قلة الحيلة تؤدي إلى الإحساس بالقهر والسخط لدى هؤلاء الفقراء الذين يزدادون فقرا في الوقت الذي يرون فيه الاغنياء يزدادون غنى مع اضمحلال تام للطبقة الوسطى، وأمام هذا الضعف وقلة الحيلة يجد كثير من الشباب نفسه أمام طريقين إما التطرف أو اللجوء إلى الله تعالى واتباع أسلوب "الدروشة".

لكن الدكتور "صفوت العالم" أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فيعتقد أن إعلانات الترف التي نشاهدها بكثرة هذه الأيام توحي بأننا صرنا "مجتمعا غنيا" في حين أن الواقع يؤكد أننا مجتمع فقير الأمر الذي يخلق تطلعات لهؤلاء الفقراء تجاه ما يرونه فيلجئون مثلا لشراء أشياء غير أساسية لهم ويتركون أشياء أساسية نتيجة دوافع لديهم في الشراء بعد مشاهدة هذه الإعلانات. وأضاف العالم: نحتاج لتفعيل ميثاق لوضع ضوابط للإعلانات التي يتسم جزء كبير منها بالخداع للمشاهدين وذلك بأن يتم إنشاء جمعية قانونية مركزية لحماية المستهلك من انتهاكات المعلنين تقوم برفع دعوى قضائية نيابة عن المستهلك عند تضرره من الخداع لسلعة ما.



وأضاف "العالم" أن هناك تداخلا واضحا ومصالح متشابكة بين الصحف والإعلانات، فمثلا في أهرام الجمعة تتعدى الإعلانات نسبة الـ 80 % من المادة في حين أن النسبة العالمية المتفق عليها لمساحة الإعلان تتراوح بين 20% إلى 40%.

فهل كنت من الذين اشتروا أشياء "بلا معنى" تحت تأثير المخدر.. نقصد الإعلان؟! وكيف كانت النتيجة؟
areeg
areeg
عضو ذهبي
عضو ذهبي

انثى
عدد الرسائل : 954
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 19/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى