عيد شم النسيم

من المؤكد أن استنشاق أولى نسمات الربيع أو ما يسمى بعيد "شم النسيم" لن يكون له مذاق خاص أو طابع مميز إلا داخل ربوع مصر المحروسة هذا ما يؤكده الباحث الاثرى المصرى أمير عازر مشيرا إلى أن هذا اليوم بكل طقوسه ومسمياته هو عادة مصرية صميمة ونتاج حضارة عريقة لاناس لم يتركوا شيئا حولهم إلا واهتموا به ودرسوه وفكوا طلاسمه.
ففى هذا العيد نرى الهوية "المصرية /الفرعونية" تعلن عن بقائها متمثلة ربما فى سيدة طاعنة فى السن استيقظت مع صياح الديك وفتحت باب منزلها لتستقبل أشعة شمس يوم جديد مختلف فى مناخه عن سابقيه وراحت تنثر البذور فى أركان بيتها وتنقى حبات البصل لـ"ترشه" على الاعتاب.
وربما نرى هذا اليوم فى مشهد أسر بكاملها شدت الرحال وعزمت على الذهاب إلى -حابى- وهو اسم إله النيل عند الفراعنة - لتأخذ منه قطرات قد مسها النسيم حاملة معها لفائف السمك المملح وثمار البصل لتحتفل بعيد كان من بين أهم الاعياد بالنسبة لقدماء المصريين.
وكان قدماء المصريين حسب صحيفة العرب اونلاين، يقيمون فى هذه الاعياد احتفالات كبرى تشهد غناء أناشيد جماعية تنشدها سيدات نبيلات خلال مواكب احتفالية تسير على وقع أصوات القيثارات.
وعلى رأس تلك الاعياد كان ذلك العيد الذى بات يعرف اليوم باسم عيد "الربيع" أو يوم "شم النسيم".
وأطلق الفراعنة على شم النسيم اسم "عيد شموش" وحرّف الاسم فى العصر القبطى إلى "شم" وأضيفت إليه كلمة "نسيم" نسبة إلى نسمة الربيع التى تعلن عن وصوله.
ويرجع احتفال الفراعنة بشم النسيم إلى عام 2700 قبل الميلاد أى فى أواخر عصر الاسرة الثالثة إلا أن بعض المؤرخين يقولون إنه كان معروفا أيضا فى عصر ما قبل الاسرات.
ونقل اليهود عيد شم النسيم عن الفراعنة لدى خروجهم من مصر حيث كان هذا الخروج يواكب احتفال الفراعنة بذلك العيد فاحتفل به اليهود بدورهم وأطلقوا عليه اسم "عيد الفصح" ويعنى "الخروج" أو "العبور" واعتبر ذلك اليوم بداية للسنة العبرية.
وعندما دخلت المسيحية مصر لازم شم النسيم عيد "الفصح" أو عيد قيامة السيد المسيح. وكان المصرى القديم يتناول فى ذلك العيد السمك والبصل والبيض تلك المأكولات التى بقيت إلى الان مظهرا ثابتا من مظاهر الاحتفالات بأعياد الربيع فى مصر منذ نهايات العصر الفرعونى وبدايات العصر القبطي.
وحرص المصريون القدماء على تناول السمك المجفف "الفسيخ" فى تلك الفترة من السنة وهو السمك الذى كانوا يجلبونه من مدينة "إسنا" فى جنوب مصر والتى اشتهرت بصناعة الاسماك المجففة كنذور للالهة داخل المعابد حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة فى العصر البطلمى حيث أصبح اسمها "لاثيبولس" أى مدينة "سمك قشر البياض".
وقد عرف المصريون أنواعا من الاسماك حرصوا على رسمها على جدران مقابرهم مثل سمك البورى والبياض والبلطى كما عرفوا البطارخ منذ عصر بناة الاهرامات حتى أنهم كانوا فى أحد الاعياد يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل فى وقت واحد.
أما البيض فقد كان الاطفال يعكفون على تلوينه كمظهر من مظاهر الاحتفال بيوم شم النسيم.
ويرمز البيض إلى عيد الخلق عند الفراعنة كما ورد فى "كتاب الموتى" و"أناشيد اخناتون". وكان تناوله يمثل أحد الشعائر المقدسة لدى الفراعنة الذين كانوا ينقشونه ويعلقونه فى أشجار الحدائق حتى تتلقى "بركات نور الاله".
كما اهتم المصريون القدماء بالزهور وكانت زهرة اللوتس من بين أبرز الزهور ذات المكانة فى نفوسهم لاسيما فى ضوء أنها كانت رمزا رسميا للبلاد وهدية ثمينة يقدمها المحبوب لمحبوبته.

منقول ....

كل سانة وأنتا طيب يا وعقبال شم البرسيم الجاي اصدي النسيم بس علي العموم ماتكلش السمك كلة وسبلي واحدة