ماذا نريد من الرئيس الأمريكى الجديد ؟!
2 مشترك
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا نريد من الرئيس الأمريكى الجديد ؟!
ليس غريباً أن نتسائل نحن العرب عما نريد من ساكن البيت الأبيض الجديد، الذي يهل علينا مطلع العام المقبل بعد أن يغادر الرئيس الحالي جورج بوش منصبه - غير مأسوفاً عليه - فالأمر لا يخص الشعب الأمريكي وحده بعد أن أصبحنا نعيش في عصر العولمة حيث يتأثر كل فرد بما يحدث حوله في دول العالم المختلفة من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية فما بالك برئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط لأنها القطب الأوحد في هذا الزمان، ولكن أيضاً لأنها نصَّبت نفسها كأم لدول العالم، وراعية للسلام والديموقراطية في عالمنا المعاصر، كما أنها تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة، هذا بغض النظر عن كونها أماً غير حنون، أو راعية لسلام وديموقراطية المصالح فقط، لذا فإننا نتساءل عن رغبتنا من الرئيس الأمريكي القادم ليس من منطلق انتظار الإدارات لتتغير السياسيات، وإنما كمحاولة لرسم سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وما بعدها، حتى نكتشف مبكراً احتمالات تحسن الأوضاع أو العكس حتى لا نبنى طموحات وأحلام عربية في ظل تجديد دماء صناع السياسة الأمريكية، ثم نستيقظ على كابوساً كبيراً تتحطم خلاله الأحلام البريئة لينتظر الكثيرون- وهم مخطئون - إدارة جديدة, وهكذا دواليك
انتهى سباق الانتخابات التمهيدية الأمريكية الطويل الذي بدأ في يناير الماضي لتحديد مرشحا الحزب الجمهوري والديمقراطي لخوض الانتخابات العامة في الرابع من نوفمبر المقبل، والتي يتحدد على أساسها رئيس الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، وقد شهدت الانتخابات التمهيدية فوزا مبكراً للعجوز جون ماكين ليحصل على ترشيح الحزب الجمهوري بينما فاز الشاب الأسمر باراك أوباما بعد منافسة عنيفة - مع هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون - حسمها مع انتهاء الانتخابات في سائر الولايات الأمريكية. وتبيَّن صدق استطلاعات الرأي الأمريكية حيث أظهر استطلاع هام للرأي كان معهد جالوب قد أجراه في مطلع هذا العام أشار إلى أن 94% من الأمريكيين سوف يصوتون لصالح مرشح أفريقي أمريكي، في حين أن 88% سيصوتون لامرأة.
ويستعد الآن المعسكران الجمهوري والديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي يتحدد على أساسها رئيس الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة والتي ستكون مرحلة انتقالية للولايات المتحدة، لأن الرئيس الجديد سيقع على عاتقه مهام جسام تتعلق بترميم الاقتصاد الأمريكي، وبناء الثقة مع الأطراف الدولية والتي هدمها الرئيس الحالي جورج بوش وخاصة مع الدول الإسلامية، والبت في أزمة الحرب على الإرهاب التي اخترعها جورج بوش وشهدت فشلاً ذريعًا بكل المقاييس كما نعلم، وهذا يتوقف بلا شك على طموح وسياسة الإدارة المقبلة. . وهناك العديد من القضايا التي سيكون لها دوراً في حسم نتيجة الانتخابات، مثل قضية احتلال العراق رغم أنها لم تؤثر في انتخابات الرئاسة الماضية عندما فاز بوش على الديموقراطي جون كيري الذي كان يدعو للانسحاب من العراق، إلا أن الأمر اختلف الآن لأن موقف الديموقراطيين من الحرب هو الذي أدى إلى فوزهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي عام 2006 وحصلوا على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، ليس هذا فقط، حيث اتضح للأمريكيين الآن فشل هذه الحرب والأضرار والخسائر البشرية و المادية التي لحقت بالولايات المتحدة جراء هذه الحرب، بالإضافة إلى التصريحات الأخيرة للمتحدث السابق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان والذي أكد أن الرئيس الأمريكي كان يخدع شعبه بترويجه للأكاذيب بشأن العراق وامتلاكها للسلاح النووي وتهديدها للأمن العالمي، واستمراره في ترويج الأكاذيب حتى الآن. والأزمة العراقية تصب في مصلحة الشاب باراك أوباما الذي تحدث عن عزمه سحب القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهراً في حالة توليه رئاسة الولايات المتحدة وكان هذا الأمر أحد الأسباب التي أدت إلى فوزه في الانتخابات التمهيدية، ولكن هذا لايؤكد بالقطع أنه سيفعل إذا ما فاز في الانتخابات فالتاريخ الأمريكي يخبرنا أن الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون كان خلال حملته الانتخابية يصور نفسه كداعية سلام أمام منافسه بارى جولد ووتر حيث كان يعلن معارضته الشديدة إرسال الصبية الأمريكيين إلى فيتنام لتوسيع نطاق الحرب هناك. ولعل موقفه هذا هو الذي أدى إلى فوزه في انتخابات الرئاسة، ولكن جونسون مرشح السلام في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو نفسه الذي قام بتوسيع نطاق الحرب في فيتنام بعد انتخابه، أما نيكسون فهو الذي أنهى الحرب في فيتنام حيث سحب القوات الأمريكية منها بعد أن عصفت الحرب بأرواح عشرات الآلاف من جنود الولايات المتحدة ... وحاول جاهداً تصحيح معالم الصورة القبيحة للولايات المتحدة والتي كانت في غاية البشاعة في زمن سلفه جونسون، لعل واشنطن في حاجة إلى نيكسون جديد لتشابه الظروف الآن في العراق وما حدث في فيتنام في عهد جونسون!
أما ماكين مرشح الحزب الجمهوري فما زال يتحدث عن إصلاح الأوضاع في العراق متجاهلاً مطالب قادة الجيش الأمريكي هناك بسحب القوات، حيث تتزايد نسبة الانتحار والأمراض النفسية بين الجنود وعدم قبول العراقيين إلى التواجد الأمريكي على أراضيهم، بل أن الشعب الأمريكي الآن يطالب بالانسحاب، وهذا بلا شك لا يصب في مصلحة المرشح الجمهوري. ومن يعلم ربما نرى الديموقراطيون يرفعون أحذية الجنود الأمريكيين العاملين في العراق ابتهاجاً بالنصر مثلما فعلها الديمقراطي جيمس ويب عندما رفع حذاء نجله الموجود ضمن القوات الأمريكية بالعراق عقب فوزه على المرشح الجمهوري جورج إلن في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2006. فإذا ظل ماكين يسير في الطرق التي سار فيها بوش سيؤدى حتماً إلى فشله في الانتخابات وهذا الاتهام الأساسي الذي يوجهه إليه أوباما دائماً، في حين يدعو أوباما إلى التغيير ويرفعه شعاراً لحملته الانتخابية، ويدعو إلى التفاوض مع إيران وكوبا وفنزويلا لحل الخلافات العالقة بين الولايات المتحدة وتلك الدول، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، بينما يتهم ماكين أوباما دائماً بضعف الخبرة في مثل هذه القضايا، ولكن هذا الاتهام يعد ضعيفاً في ظل الظروف الحالية للولايات المتحدة التي تدهورت داخلياً وخارجياً في عهد الجمهوري بوش وربما لا يسمح الأمريكان بتكرار الخطأ نفسه وانتخاب من يكرر نفس سياسات بوش.
فالأزمات التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً تصب في مصلحة مرشح الحزب الديموقراطي وعلى رأسها القضية العراقية، وتعثر الاقتصاد الأمريكي، والأزمة النووية الإيرانية، والقضية الفلسطينية، فتلك القضايا سترفع أسهم أوباما في الانتخابات المقبلة، ليس هذا فقط فالمرشح الجمهوري يبلغ من العمر 72 عاماً وهناك تشكيك في قدرته الصحية على إدارة شئون البلاد المتسعة في حالة فوزه في الانتخابات المقبلة، ولكن حزبه أعلن أنه يتمتع بصحة جيدة الآن ويستطيع أداء مهامه كرئيساً للولايات المتحدة. وتقدم ماكين في السن لا يعنى أنه سيخسر الانتخابات لهذا السبب فالأمريكيين تجاهلوا أنشط رئيس لهم - كارتر - وانتخبوا رئيساً غيره يبلغ من العمر 70 عاماً، وانتخبوه لفترة رئاسية ثانية وكان يبلغ من العمر 74 عاماً إنه الرئيس الأسبق رونالد ريجان. ومن يعلم ربما يحول ماكين هذا العيب إلى ميزة لصالحه وهو ما يسعى إليه بالفعل من خلال تأكيده المستمر أنه المرشح الأكثر خبرة، والقادر على حماية الولايات المتحدة، بينما أوباما ما زال شاباً لا يعرف جيداً كيف يتعامل مع الأزمات التي تحتاج إلى خبرة وحنكة ليس تهوراً واندفاعاً.
لا تزال حسابات الانتخابات الأمريكية شديدة التعقيد ولها معادلة غاية في الصعوبة وتخضع لمعايير متعددة تصدق أحياناً وتكذب أحياناً أخرى، فالأمريكي دانيل جوتوف يرى أن الأمريكيين سيصوتون لمرشح قادر على مواجهة التحديات التى تتعرض لها الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، وقادر على حماية أمن البلاد، وهو ما يصب في صالح المعسكر الجمهوري، وقادر على التغيير الذي يرغبه أغلبية الأمريكيين وهو ما يصب في صالح المعسكر الديموقراطي، فالمرشح القادر على إقناع الأمريكيين بقدرته على تحقيق التوافق بين هذه الأبعاد المتعارضة سيكون هو الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية بالإضافة إلى قدرته على تحويل صورة واشنطن في عيون مواطنيها وفى عيون دول العالم، في حين يرى المحرران الأمريكيان شارلي كوك وجيري هاجستورم أن الناخبون سيفاضلون بين الشخصيات ليس القضايا، ويؤكد شارلي كوك أن قضية العراق والاقتصاد والاحتباس الحراري سيكون لها تأثيراً قوياً في الانتخابات.
وما يعنينا في هذا الشأن أن يتعامل الرئيس الأمريكي المقبل - ديموقراطياً كان أو جمهورياً - مع قضايانا بشيء من الإنصاف عن طريق تجنيب المنطقة حرباً ضد طهران طالما تحدثت عنها الإدارة الأمريكية الحالية، فقد تؤدى هذه الحرب في حال اندلاعها إلى تدمير المنطقة وتُنهى ما تبقى فيها من استقرار، فينبغي اللجوء إلى حل القضية سلمياً عن طريق المفاوضات. والشروع في حل القضية العراقية عن طريق تأهيل الجيش العراقي والشرطة لتولى زمام الأمور، وتحقيق مصالحة وطنية بين الأطراف العراقية لضمان تجنب الصدام بينهم، ثم انسحاب القوات متعددة الجنسيات من العراق في أسرع وقت ممكن وتنفذ هذه البنود وفقاً لجدول زمني محدد سلفاً إذا كانت الإدارة المقبلة تريد تحسين صورة بلادها. والأهم هو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال سعى الإدارة المقبلة إلى ذلك في المائة يوم الأولى لها في البيت الأبيض وليس المائة يوم الأخيرة مثلما فعلت الإدارة الحالية وهذا وفقاً لما دعا إليه الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، وأن تسمح هذه التسوية بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الذي يكفله القانون الدولي، وإيقاف الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية، والقهر الأمني للشعب الفلسطيني، وهذه مطالب بسيطة لصاحب الأرض، ولكنها تبدو أحلاماً بعيدة المنال في ظل تسابق المرشحان على قطع الوعود على أنفسهم بحماية أمن إسرائيل المقدس حيث وعد أوباما بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وماكين طالما ردد كلاماً عن القضاء على الخطر الإيراني لحماية الدولة الإسرائيلية الصديقة، ومن كثرة هذه الوعود يظن القارىء أو السامع أو المشاهد للوهلة الأولى أنها انتخابات إسرائيلية وليست أمريكية.! .
معطيات وجو الانتخابات الأمريكية لا ينذر بالخير، وما زال البعض يحلم أن تتطاير وعود المرشحون للرئاسة الأمريكية - بشأن إسرائيل - في الهواء للعمل في اتجاه تسوية القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى احتكاماً إلى العدل ومناصرة الحقوق الفلسطينية المسلوبة على مرأى ومسمع الجميع، مثلما تتطاير وعودهم للعرب في الهواء دائماً. ولكن علينا أيضاً أن نحلم بموقف عربي موحد يأتي عن طريق عمل عربي مشترك من خلال الجامعة العربية، تتاح له آليات التنفيذ والصمود في وجه من تسول له نفسه المساس بالمصالح العربية، ورغم أنه قد يبدو حلماً بعيد المنال إلا أننا علينا أن نطمح دائماً إلى ما ينأى عن التحقق لمحاولة تحقيقه... وسيتحقق عندما تكف الألسنة عن الحديث وتبدأ العقول في التفكير وتشرع الأيدي في العمل!
بقلم/ مصطفى شحاته
2008 – 6 - 6 الجمعة
عدل سابقا من قبل مصطفىl في الخميس يونيو 12, 2008 2:15 am عدل 10 مرات
مصطفىl- مشترك جديد
-
عدد الرسائل : 14
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 30/04/2008
رد: ماذا نريد من الرئيس الأمريكى الجديد ؟!
ولكن علينا أيضاً أن نحلم بموقف عربي موحد يأتي عن طريق عمل عربي مشترك من خلال الجامعة العربية، تتاح له آليات التنفيذ والصمود في وجه من تسول له نفسه المساس بالمصالح العربية، ورغم أنه قد يبدو حلماً بعيد المنال إلا أننا علينا أن نطمح دائماً إلى ما ينأى عن التحقق لمحاولة تحقيقه... وسيتحقق عندما تكف الألسنة عن الحديث وتبدأ العقول في التفكير وتشرع الأيدي في العمل!
أنت بتحلم أن يبقي فيه عمل عربي مشترك
أن الله لا يغير ما في قوم حتي يغيروا ما في أنفسهم
دا علي المستوي الفردي مش مستوي الدول
محدش بيرضي يساعد حد ولا يشترك مع حد في حاجة
يبقي عايز الدول هي الي تتشارك
أحنا عايزين نلعب علي الفرد ونغير الي فيه الأول وبعدان نبقي نعدل في الدول
شكرا ليك
بس أعتقد ان اوباما مجرد اعتقاد شخصي انه ممكن يعدل من حاجات كتير قوي
خاصة ان جذوره أفريقية مسلمة وفي بعض الامريكيين بيعتقدوا أنه مسلم لكن هو بيقول لا
DODY
أنت بتحلم أن يبقي فيه عمل عربي مشترك
أن الله لا يغير ما في قوم حتي يغيروا ما في أنفسهم
دا علي المستوي الفردي مش مستوي الدول
محدش بيرضي يساعد حد ولا يشترك مع حد في حاجة
يبقي عايز الدول هي الي تتشارك
أحنا عايزين نلعب علي الفرد ونغير الي فيه الأول وبعدان نبقي نعدل في الدول
شكرا ليك
بس أعتقد ان اوباما مجرد اعتقاد شخصي انه ممكن يعدل من حاجات كتير قوي
خاصة ان جذوره أفريقية مسلمة وفي بعض الامريكيين بيعتقدوا أنه مسلم لكن هو بيقول لا
DODY
doda- عضو ذهبي
-
عدد الرسائل : 411
العمر : 35
الهوايات : القراءة/الرياضة- الجري- المشي / الرسم
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى