انا عوزة رايكم...دة الجزء التانى من المقال عن تخلف المسلمين
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
انا عوزة رايكم...دة الجزء التانى من المقال عن تخلف المسلمين
لماذا تخلف المسلمون؟
"2"
"2"
رجب البنا
المفكرون في الشرق والغرب انشغلوا بالبحث عن إجابة لهذا السؤال بعد أن خرجت أوروبا من عصور الظلام باستخدام المنهج التجريبي, والاعتماد على العقل, والإيمان بقدرة الإنسان على إدارة حياته وصنع مستقبله, ودخلت الشعوب الإسلامية في عصور الظلام بعد أن كانت صانعة للحضارة ومتفوقة في العلوم.
وتعددت الإجابات عن السؤال.. المسلمون كانوا فريقين: فريق قال إن هذه إرادة الله وسنته في خلقه. وفريق ألقى التبعة على القوى الخارجية -الاستعمار والرأسمالية العالمية وإسرائيل.. إلخ, وإن كان قد ظهر أحياناً من يقول إن الشعوب الإسلامية هي المسئولة عن تخلفها باستكانتها وكسلها وتركها شئون الدنيا على أنها زائلة ولا تستحق العناء والتفرغ للآخرة خير وأبقى, وبذلك أصبح التفوق في الدنيا لشعوب الغرب والمهانة للشعوب الإسلامية على أن يتم تبادل المكانة والتفوق في الآخرة.
لكن معظم المفكرين في الغرب, وبعض المفكرين في العالم الإسلامي رأوا أن المسلمين تخلفوا ولم يلتحقوا بعصر النهضة والحضارة والعلوم والتكنولوجيا, وأصبحوا ضمن العالم الثالث وانتشر فيهم الفقر ورغم ثراء بعض الدول الإسلامية إلا أن الثروة لم توظف للتحديث والتقدم, وتحولت إلى صالح الحضارة الغربية, فالمسلمون يعتمدون على استيراد التكنولوجيا دون أن يفكروا في صناعتها, حتي إن داعية مشهوراً كان ضمن دروسه ذات التأثير الكبير إن الله جعل الغرب في خدمة المسلمين, فالغرب يخترع الطائرة ويصنعها والمسلمون يشترون الطائرة ويستخدمونها, وهكذا الحال مع جميع الاختراعات ابتداء من التليفون إلى السيارة والغواصة والأسلحة.. و.. و.. وقال أيضاً إن حضارة الغرب حضارة شكلية, وما قيمة أن يخترعوا مركبة فضاء تخترق الغلاف الجوي وتدور في الفضاء, وبالنسبة له فإن (منديل كلينكس) أفضل من مركبة الفضاء لأنه يستخدمه استخدامات مفيدة (!).
هذا الفكر كان بمثابة أقراص منومة أو مخدرة جعلت فريقاً كبيراً من المسلمين -في أنحاء العالم- في حالة من الاستسلام والرضا والقناعة بما هم عليه. وأضيف إلى ذلك أن منهج الفكر الإسلامي في عصور التخلف قام على اليقين وتقديم إجابات نهائية لكل مسألة, واعتبر إعادة التفكير فيها نوعاً من الفسق قد يصل إلى حد الكفر, بينما قامت الحضارة الغربية على الشك (ديكارت) وعدم اليقين, وضرورة إعادة البحث في كل شيء دون أن يقف حائلاً يمنع العقل من التفكير, وبذلك كانت حرية التفكير هي بداية الانطلاق والإبداع.
مفكرون آخرون في الغرب يقولون إن المسلمين تخلفوا بسبب غياب الديمقراطية, ففي العصر الحديث خضع العالم الإسلامي لاستعمار الامبراطوريات الأوروبية ولم يكن ممكناً أن تمارس الشعوب الإسلامية الحرية السياسية والديمقراطية وهي تحت الاحتلال.
وبعد الاستقلال تولى قيادة العالم الإسلامي رجال يؤمنون بأن التنمية وتوفير الغذاء للشعوب أهم من الحريات والديمقراطية, وكان من سوء حظ معظم الدول الإسلامية أن ظهر فيها زعماء ديماجوجيون, أو زعماء شبه ماركسيين, أو زعماء لا هدف لهم سوى الاحتفاظ بالسلطة واستغلالها لصالحهم وصالح ورثتهم, وأمثال هؤلاء لا يصنعون الديمقراطية ولا يصنعون نهضة أو حضارة.
وفي نفس الوقت ظهر في العالم الإسلامي نوع من رجال الدين أسهموا في تغييب وعي الشعوب, وعارضوا الديمقراطية, وقالوا إن الشورى هي النهج الإسلامي وليست الديمقراطية, بينما كان تطبيق الشورى على مر العصور تكريساً للحكم الفردي, فكان الخليفة -ثم الحاكم- يستشير ولكنه لا يلتزم برأي الأغلبية ويتخذ القرار وفقاً لما يراه هو وحده, بدعوى أنه يرى مالا يراه ملايين المواطنين, ظهر رجال الدين الذين قالوا إنهم وحدهم الأعلم بمراد الله وبالحكم على أفعال الناس, وتفسير النصوص القرآنية, وكل خروج على رأيهم خروج من الملة ودخول في دائرة الكفر.
فالعالم الإسلامي -كما يقول هؤلاء المفكرون- يعيش منذ قرون وإلى اليوم في عصر الأوليجاركية (حكم الأقلية) بينما تقدم الغرب عندما تخلى عن ممارسة فرض الرأي على الآخر واعتباره الحقيقة المطلقة, وعندما استقر الإيمان بأن الحرية الانسانية لا يمكن اغتصابها ولا التنازل عنها, وأن كل إنسان مسئول أمام الله عن سلوكه وأعماله والمسئولية فردية, أي أن كل إنسان حر ومسئول أمام الله كما هو حر ومسئول في المجتمع.
وهناك طبعاً إجابات واجتهادات أخرى.
areeg- عضو ذهبي
-
عدد الرسائل : 954
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 19/04/2008
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى