هيستيريا 15\7
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
هيستيريا 157
تاريخ هذا اليوم يمثل خروجك من عنق الزجاجة ألا وهي الثانوية العامة والوقوع في قاع الزجاجة التي لا خروج منها أبداً، وهي حياتك، إنه اليوم من كل عام الذي تعلَن فيه نتيجة الثانوية العامة، ولا أكاد أستمع لهذا التاريخ إلا ويدفعني دفعا أن أكتب عنها ومن جديد، واضح إنها أصبحت عقدة...
آه من تلك الفترة ما بين انتهاء امتحاناتك المليئة بصواريخ الأحياء وقنابل الفيزياء وغيرها من كافة الأسلحة التي أطلقت عليك -أيها الطالب الغلبان- خلال تلك الحرب الضروس، فترة مملة والانتظار بها وسط ترقب وتحفز نظرات الآخرين يجعلها أكثر مللا...
منذ أربع سنوات من الآن كنت أقول إن نظام الثانوية العامة فاشل أما الآن فأؤكد لك أنه فاشل فاشل يعني، ولكل فشل المستفيدون منه وللغاية..
الطب النفسي والذي انتشر أطباؤه وبشدة خلال فترة امتحاناتك ليل نهار في جميع أنواع الإعلام المقروءة والمسموعة، للدرجة التي تتوقع معها أن أحدهم يخرج لك من ورقة الإجابة وبابتسامة عذبة يخبرك "ركز يا حبيبي"، ليختفوا مرة أخرى جميعهم بمجرد انتهاء تلك الفترة، أما إذا أردت إزالة آثار العدوان فعليك وعلى العيادة...
اتصل بأي نمرة تتكون من أربعة أرقام لتعرف نتيجتك قبل الجميع، لاحظ أنك قد تصرف على تلك الارقام الوهمية ما يوازي مصاريف دخولك جامعة خاصة، والغريب أنها بالفعل ترسل لك نتيجتك في رسالة قصيرة بعد ما تكون مصر كلها عرفت النتيجة...
موقع الوزارة الإلكتروني عن طريق 07000000، لك أن تتخيل كمّ من يحاولون ليل نهار الوصول للموقع وحقيقة دوما نتيجة واحدة The page can't be displayed
إذن فإقامة مشروع سايبر في تلك الفترة ليست بالفكرة السيئة على الإطلاق.
نأتي لما هو أكثر كذبا وإعياء، وهو إعلان نتائج الأوائل والكفيلة بجعل مكونات وأعضاء جهازك الهضمي ترغب في الخروج من فرط توترك، المضحك في الأمر هو تصريحات هؤلاء والمشهد المتكرر بداية بالخلفية الغنائية لـ"عبد الحليم حافظ" والتي لم تتغير أبدا وأغنية (الناجح يرفع إيده) أتساءل ماذا كانوا يفعلون قبل غناء "حليم" لتلك الأغنية؟، والتي تثير بداخلك الشجن والحزن وإن كانت معي تثير القيء..
الطلبة الأوائل دوما مبتسمون، حقهم، كانوا يذاكرون آناء الليل وأطراف النهار والوقت منظم ولا يوجد ما يعكر صفو حياتهم الوردية، ليس حقدا بالطبع عليهم، وأبسط دليل ابحث عن أي منهم بعد دخوله الكلية واتفرج على التقدير، ما ساعدهم كانت نماذج الوزارة غير المفهومة ونماذج الجرائد التي لا يأتي منها شيء على الإطلاق، منذ سنوات كانوا يُلقون بتصريح لا للدروس الخصوصية، أما الآن فأصبح من الصعب "الاستهبال" لهذا الحد...
وزير التربية والتعليم أو أي مسؤول آخر يتذرع بنجاح هؤلاء وعيناته العشوائية بأن النجاح كان ممكنا، وأن الامتحان لم يكن صعبا؛ ليثير دموع الملايين -واخد بالك الملايين- وبالطبع ستراعى ظروف الطلبة في التصحيح؛ لأن الأسئلة كانت في مستوى الطالب الغبي، فسيكون كذلك التصحيح أكثر غباءً...
سيتم إعلان الحد الأدني للكليات بما يقترب من 99,9999% وبالتالي ستكون أحد أكبر آمالك مستقبلا الالتحاق بمعهد فني صحي، وستقيم حفلاً ساهراً حينها.
ربما كانت أكثر المخاوف التي قد تواجه طالبا قبل ظهور نتيجته هي القصص والحكايات السينمائية التي يستمع إليها ويخشى أن يكون أحد أبطالها، خيم الإيواء التي يقيم بها المدرسون للتصحيح، مدرس اللغة العربية قد يقوم بتصحيح الأحياء لقلة المدرسين، والمدرس الذي ينسكب منه الشاي على ورقة الإجابة ويقدّر الدرجة من ذهنه حسب حالته المزاجية، أحد أقاربك الذي رفع قضية لاستحقاقه بعض الدرجات والتي حكم له فيها وحصل عليها بالفعل وهو يحتفل بمولد طفله الأول "أحمد"، وألف ألف مبروك...
لم تعد تلك المخاوف موجودة، أصبحت أكثر قسوة وأكثر هدما للمثل القائل بأن المجتهد وحده هو من ينجح، فالامتحانات التي سُرّبت بحفنة من النقود أو النفوذ، ذات الحفنة قد تعبث بحق أحدهم ليعطى لآخر، وكل شيء أصبح جائزا، غشّ جماعي ولجان تم شراؤها و....... إلخ
الآن أو بعد أيام قليلة ستنتهي تلك القصة -من حياتك على الأقل- لا تعبأ بها كثيرا، لا أعتقد أن حياتك تساوي امتحانا وضعه شخص ما، ذلك لمن اختاروا إنهاء القصة مبكرا بقرار الانتحار ووضع كلمة النهاية، الحياة ستواجهك بالمزيد.. لا داعي إذن للتشبث بأحلام زائفة من التعلق بحلم دخول كلية قمة، ستبكي أياما وشهورا؛ لأن حلمك مات قبل أن يتنفس هواء الواقع، تخطَّ تلك الوقائع واحلم من جديد.. لا تتصور أنها مجرد نصائح وردية ولكنها الحقيقة..
لا تتوقف قط عند أي حدث بحياتك..
ستكون فقط ما تريد..
لا تفقد إيمانك بقدراتك..
ومن كل زلة قدم اصنع وثبة قوية..
ليس الحلم بعيد التحقيق..
آه من تلك الفترة ما بين انتهاء امتحاناتك المليئة بصواريخ الأحياء وقنابل الفيزياء وغيرها من كافة الأسلحة التي أطلقت عليك -أيها الطالب الغلبان- خلال تلك الحرب الضروس، فترة مملة والانتظار بها وسط ترقب وتحفز نظرات الآخرين يجعلها أكثر مللا...
منذ أربع سنوات من الآن كنت أقول إن نظام الثانوية العامة فاشل أما الآن فأؤكد لك أنه فاشل فاشل يعني، ولكل فشل المستفيدون منه وللغاية..
الطب النفسي والذي انتشر أطباؤه وبشدة خلال فترة امتحاناتك ليل نهار في جميع أنواع الإعلام المقروءة والمسموعة، للدرجة التي تتوقع معها أن أحدهم يخرج لك من ورقة الإجابة وبابتسامة عذبة يخبرك "ركز يا حبيبي"، ليختفوا مرة أخرى جميعهم بمجرد انتهاء تلك الفترة، أما إذا أردت إزالة آثار العدوان فعليك وعلى العيادة...
اتصل بأي نمرة تتكون من أربعة أرقام لتعرف نتيجتك قبل الجميع، لاحظ أنك قد تصرف على تلك الارقام الوهمية ما يوازي مصاريف دخولك جامعة خاصة، والغريب أنها بالفعل ترسل لك نتيجتك في رسالة قصيرة بعد ما تكون مصر كلها عرفت النتيجة...
موقع الوزارة الإلكتروني عن طريق 07000000، لك أن تتخيل كمّ من يحاولون ليل نهار الوصول للموقع وحقيقة دوما نتيجة واحدة The page can't be displayed
إذن فإقامة مشروع سايبر في تلك الفترة ليست بالفكرة السيئة على الإطلاق.
نأتي لما هو أكثر كذبا وإعياء، وهو إعلان نتائج الأوائل والكفيلة بجعل مكونات وأعضاء جهازك الهضمي ترغب في الخروج من فرط توترك، المضحك في الأمر هو تصريحات هؤلاء والمشهد المتكرر بداية بالخلفية الغنائية لـ"عبد الحليم حافظ" والتي لم تتغير أبدا وأغنية (الناجح يرفع إيده) أتساءل ماذا كانوا يفعلون قبل غناء "حليم" لتلك الأغنية؟، والتي تثير بداخلك الشجن والحزن وإن كانت معي تثير القيء..
الطلبة الأوائل دوما مبتسمون، حقهم، كانوا يذاكرون آناء الليل وأطراف النهار والوقت منظم ولا يوجد ما يعكر صفو حياتهم الوردية، ليس حقدا بالطبع عليهم، وأبسط دليل ابحث عن أي منهم بعد دخوله الكلية واتفرج على التقدير، ما ساعدهم كانت نماذج الوزارة غير المفهومة ونماذج الجرائد التي لا يأتي منها شيء على الإطلاق، منذ سنوات كانوا يُلقون بتصريح لا للدروس الخصوصية، أما الآن فأصبح من الصعب "الاستهبال" لهذا الحد...
وزير التربية والتعليم أو أي مسؤول آخر يتذرع بنجاح هؤلاء وعيناته العشوائية بأن النجاح كان ممكنا، وأن الامتحان لم يكن صعبا؛ ليثير دموع الملايين -واخد بالك الملايين- وبالطبع ستراعى ظروف الطلبة في التصحيح؛ لأن الأسئلة كانت في مستوى الطالب الغبي، فسيكون كذلك التصحيح أكثر غباءً...
سيتم إعلان الحد الأدني للكليات بما يقترب من 99,9999% وبالتالي ستكون أحد أكبر آمالك مستقبلا الالتحاق بمعهد فني صحي، وستقيم حفلاً ساهراً حينها.
ربما كانت أكثر المخاوف التي قد تواجه طالبا قبل ظهور نتيجته هي القصص والحكايات السينمائية التي يستمع إليها ويخشى أن يكون أحد أبطالها، خيم الإيواء التي يقيم بها المدرسون للتصحيح، مدرس اللغة العربية قد يقوم بتصحيح الأحياء لقلة المدرسين، والمدرس الذي ينسكب منه الشاي على ورقة الإجابة ويقدّر الدرجة من ذهنه حسب حالته المزاجية، أحد أقاربك الذي رفع قضية لاستحقاقه بعض الدرجات والتي حكم له فيها وحصل عليها بالفعل وهو يحتفل بمولد طفله الأول "أحمد"، وألف ألف مبروك...
لم تعد تلك المخاوف موجودة، أصبحت أكثر قسوة وأكثر هدما للمثل القائل بأن المجتهد وحده هو من ينجح، فالامتحانات التي سُرّبت بحفنة من النقود أو النفوذ، ذات الحفنة قد تعبث بحق أحدهم ليعطى لآخر، وكل شيء أصبح جائزا، غشّ جماعي ولجان تم شراؤها و....... إلخ
الآن أو بعد أيام قليلة ستنتهي تلك القصة -من حياتك على الأقل- لا تعبأ بها كثيرا، لا أعتقد أن حياتك تساوي امتحانا وضعه شخص ما، ذلك لمن اختاروا إنهاء القصة مبكرا بقرار الانتحار ووضع كلمة النهاية، الحياة ستواجهك بالمزيد.. لا داعي إذن للتشبث بأحلام زائفة من التعلق بحلم دخول كلية قمة، ستبكي أياما وشهورا؛ لأن حلمك مات قبل أن يتنفس هواء الواقع، تخطَّ تلك الوقائع واحلم من جديد.. لا تتصور أنها مجرد نصائح وردية ولكنها الحقيقة..
لا تتوقف قط عند أي حدث بحياتك..
ستكون فقط ما تريد..
لا تفقد إيمانك بقدراتك..
ومن كل زلة قدم اصنع وثبة قوية..
ليس الحلم بعيد التحقيق..
areeg- عضو ذهبي
-
عدد الرسائل : 954
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 19/04/2008
حكايه :: موضوع يهمك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى