حكايه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قمة الثماني الصناعية الكبرى.. دعك من الفقراء وفتش عن السياسة

اذهب الى الأسفل

قمة الثماني الصناعية الكبرى.. دعك من الفقراء وفتش عن السياسة Empty قمة الثماني الصناعية الكبرى.. دعك من الفقراء وفتش عن السياسة

مُساهمة من طرف areeg الجمعة يوليو 11, 2008 1:43 pm

هكذا انفضّ أكبر تجمع للدول الصناعية الثماني الكبرى دون تحقيق النتائج المرجوّة للفقراء خاصة فيما يتعلق بخفض أسعار الغذاء وتوفيره للمحتاجين.. فقد كان التركيز الأساسي لهذه الدول على هدف واحد فقط هو... كيفية خفض أسعار النفط العالمية على اعتبار أنها من الدول المستهلكة له.. أما بالنسبة للقضايا الأخرى التي تهمّ الدول الفقيرة مثل قضية الاحتباس الحراري (ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من النصف؛ بسبب انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والتي تعد الدول الثمانية هذه وفق الصندوق العالمي لحماية الطبيعة مسئولة عن 62% من هذه الانبعاثات) فلم تأخذ اهتماما كبيرا من القادة المتحاورين، صحيح أنهم تعهدوا بخفض هذه الانبعاثات بمقدار النصف بحلول عام 2050، إلا أنهم لم يوضحوا كيفية حدوث هذا، بل إن هناك مخاوف من عدم الالتزام بذلك، خاصة وأن دولة مثل الصين بصفتها مسئولة عن جزء من المشكلة لم تنضم إلى الثماني الكبار؛ بسبب الاعتراض الأمريكي، ومن ثم فإن عدم التزام الصين بخفض هذه الانبعاثات قد يدفع هذه الدول أيضا لعدم الالتزام بتعهداتها (الدول الثماني الكبار تضم كلا من: الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا، اليابان، ألمانيا).

أين الدعم المقدم لإفريقيا؟
لقد جاء انعقاد هذه القمة للدول الصناعية بعد قرابة أسبوع واحد فقط من القمة الإفريقية بشرم الشيخ، بمثابة تحدٍ جديد لهذه الدول الصناعية للوفاء بالتزامها تجاه الدول الإفريقية، خاصة وأن هذه الدول الصناعية تعهدت في قمتها بأسكتلندا عام 2005 بمضاعفة المعونات المقدمة لإفريقيا لتصبح 50 مليارا سنويا على مدار خمس سنوات (يفترض أن تنتهي عام 2010)، لكن الزيادة الفعلية كانت 3 مليار دولار فقط. ومن ثم فإن قمة شرم الشيخ الإفريقية طالبت الدول الصناعية بالوفاء بهذه الالتزامات خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغذاء بصورة كبيرة من ناحية، وسوء التغذية من ناحية ثانية.. فوفق تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة (اليونيسيف) فإن أطفال ونساء إفريقيا يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية خاصة في مناطق القرن الإفريقي، والدول الواقعة جنوب الصحراء، حيث يعاني 75 مليون طفل من سوء التغذية حتى العام الحالي، من بينهم 1.2 مليون في حاجة للإنقاذ العاجل. لكن بالرغم من هذه النداءات الدولية والإفريقية، فإن الدول الصناعية تهربت من الالتزام الصريح بتنفيذ تعهداتها بشأن تقديم الدعم لإفريقيا وفق مقررات قمة أسكتلندا عام 2005، بل أعلنت عن تعهد جديد في قمة اليابان هو تقديم منحة مقدارها 60 مليار دولار لإفريقيا لمكافحة الأمراض في القارة السمراء خلال السنوات الخمس القادمة.. لكن السؤال هو.. إذا كانت هذه الدول لم تفِ بالتزاماتها الأساسية الخاصة بزيادة المعونة، فكيف ستفي بهذا الالتزام الجديد؟؟



أزمة الغذاء... السر في الوقود
أما بالنسبة لأزمة الغذاء العالمية، والتي يرجع 75% منها لاستخدام المحاصيل الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي، فيلاحظ أن القمة لم تأخذ أية إجراءات فعلية بشأن الحد من هذه الظاهرة، بل أكدت على أهمية الاستمرار في إنتاج هذا الوقود كبديل عن النفط الذي تملكه الدول غير الصناعية من وجهة نظرها. بل إنها طالبت هذه الدول البترولية بزيادة إنتاجها المعروض في السوق بهدف خفض أسعار البترول.. يعني ألقت باللائمة في هذه الزيادة على الدول المصدرة، وليس على المضاربات التي تحدث في البورصات العالمية.. لذا لم يتم مناقشة الموضوع بشفافية.. فكل ما يهمها هو خفض أسعار البترول بأي طريقة.. أما بالنسبة لأسعار الغذاء العالمية فهي -أي الدول الكبرى- لم تكلف نفسها بوضع حلول استيراتيجية لهذه الأزمة، أو إصدار قرارات صارمة بشأن الحد من إنتاج الوقود الحيوي.. وكل ما استطاعت فعله لفقراء الدول النامية هو حث الدول الغنية التي تملك مخزونا كبيرا من المواد الغذائية بإعطاء جزء منها لهؤلاء الفقراء وفق مبدأ "لله يا محسنين"، لكنها مثلا لم تبحث الاقتراح المصري بشأن ضرورة عقد لقاء أو منتدى بين المصدرين والمستوردين للغذاء من أجل بحث هذه الأزمة العالمية.



إنها.. السياسة
وبالرغم من أن القمة الصناعية هي قمة اقتصادية بالأساس، إلا أن السياسة لم تكن غائبة عنها، بل احتلت مكانة بارزة في مواجهة القضايا الاقتصادية التي تم تجاهلها عن عمد.. لذا فقد انشغلت القمة هذه المرة بالملف النووي الإيراني؛ من أجل إرضاء الولايات المتحدة التي عملت على استغلال القوى لتوجيه تحذيرات إلى إيران بفرض مزيد من العقوبات، وهو ما حدث بالفعل، كما شغلت قضية زيمبابوي اهتماما كبيرا أيضا؛ إرضاء لبريطانيا التي تناصب الرئيس "موجابي" العداء؛ بسبب موقفه من البيض البريطانيين المستعمرين السابقين، وفي المقابل عمل الرئيس الروسي الجديد على تحسين علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، فتم أول لقاء بينه وبين الرئيس "بوش"، وبالرغم من سعي الرئيس "ميدفيديف" لتحسين علاقات بلاده مع بريطانيا، إلا أنه لم يفلح في ذلك، وكذلك ظهر الخلاف الأمريكي الفرنسي بشأن توسيع عضوية المجموعة لتضم دولا هامة في مجال التصنيع مثل الصين، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا، المكسيك. ففرنسا ترغب في فتح باب العضوية لهؤلاء، لكن واشنطن تعترض؛ بسبب رغبتها في أن تصير هذه القمة هي المهيمنة على العالم الذي أصبح فيه كل شيء للأغنياء ولا عزاء للفقراء.. فماذا عسى هؤلاء أن يفعلوا؟
areeg
areeg
عضو ذهبي
عضو ذهبي

انثى
عدد الرسائل : 954
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 19/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى